الثلاثاء، 7 فبراير 2012

نحنُ اللَّـذانِ لا تجمعُنا صورةٌ ولا طريق *



لم يزل في القلب قُصاصات أغنية !
أغنية سماويّة خرساء
لم ولن تكن بقية من وحي علقت كلماته
نجماً ما فاستبطأها الهوى في النزول ..
لكنّه العمرُ يا وجعهم ترِكة يختصمُ عليها نورٌ و عتمة  ..
 يتعثّر بالأول حيناً ثم لا يلبث أن يبصرهُ الآخر أحياناً أكثر
 فيسرقُ أحلامهُ ويسكن رأس سبّابته
 فيُصلّي ونُصلّي  
بأمرِ الرحمة تغزل السلوى للروح جناحان أراها تطير
تتلمّسُ في الظلمةِ همهمة الحنين
تهبط على صدرِ السحاب تشقُّهُ بنصل صلاةٍ طهورها المطر 
 يُدميها وجع الأرض ونبكيها
 تخيط الجرح على الدمع خرائط صرخاتٍ ممزقة
يشفقون عليها فيهبونها الصمت بوصلة للخلاص !


يوماً ما ..
جريرة الصمت ستبعثُ إلى صدورهم صور الموتى
محمّلةً بأنفاس الصقيع

ستظهر لهم الصور في كل الوجوه !
 تحوم حول رئاتهم تحبس عن مجاريها الحياة 
سيقفُ العجز مذعوراً .. يذرع اليأس جيئة وذهاباً 
يتلبّس الشلل أبصارهم
يشدّهم تشنّج الحيلة من نواصي أنفاسهم حتى الوراء
ليستجدون الحياة حد البكاء 
ويبكون العجز حد التثاؤب !
فلا وجع في الدنيا يعادل ملاحقة الصور لك
في الوجوه الخطأ .



حتى ذلك الحين ستظل بيوت العزاء تُفتحُ بصمتٍ هنا  
وصرخة للوليد تحمل بحّة الثائر  ..
وكأن طلْق الولادة علامة القدوم والرحيل !
أمن جديد في كون الحزن والفرح خصمان
يقضي بينهما الموت ؟

لطالما كان الفرح صبية ساذجة تغريها قطعة سكّر
ستذوب بعد دقائق
ويبقى من الطعم
مرارة ذكرى ستُبكيها أبدا .

وما الحزن سوى شيخٍ يحترمُ مواعيده !
وجه الوليد يخبر أمّه بأن الموت هناك
رسولٌ من الجنّة رغم كل شيء
.
يأتي مغمّساً بالربيع

بجناحين ملائكيين
يتساقط منها غبار نجوم  يتسابق الأطفال إليه
 قد تتبّع صدى ضحكاتهم إلى متاجر الحلوى المغلقة
يقبضُ أصواتاً مبحوحة وُضّبت سلفاً للسفر
لتغنّي في السماء طويلاً .
أسماءٌ وصور
 أعادت اسماً حاضراً وصورة مفقودة وأمنية
  ماذا لو كان موتهم نوماً أيسبقنا الصبح إليهم ؟!
ربما حينها فقط سنسمع هدهدة أم :
مُت يا صغيري  .. أتى الصباح ولم تمت .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق