الأحد، 6 يونيو 2010

[ حُزْنُ النّوارِس ..


[ أنتْ ..
لا تزالُ تحتضنُ بذراعك خاصرة القلب
تخبئ عن العذّال شفاه الحبّ ..
وتهمسُ في أُذن الشوق بكل الحنين ..
تبذرُ في سماء العمر قطع الشمس
و تُرصّع أرضه بأنجمٍ كحبّات السكّر
تَغرَقُ في عينك اليمنى أغصان الأرز
وفي اليسرى أعشاش النوارس
وقلبك لي " وقْف " !


.. و هو
]
لا يزالُ ظنّي به يمسحُ على صدر النوايا
بـ كفٍّ رطبةٍ بـ حسن الظنّ ..

.. وأنا ..
أهربُ منه إليك و في صدري جنينُ نورٍ يحتضر !
أنا بين فرح الهروب
وبين حزنٍ من يقين أنني سأعود
إليه يوماً مرغمة !

أيضاً أنا ..
لا أدري إن كان إيماني بك خطيئة ..
ولكن أدري بأن استغفاري منك ذنبٌ أعظم !
أنا
وليتكَ لا تدري
حين تُراودني نفسي عن عصيانك
تعودُ فتظهر على عتبات مسرحي الذي لا يُضيء إلّا بك
يُرافقك حضورٌ أبجديٌّ مُزدحمٌ في أربع مقاعد
هي امتداد أنفاسي
وزادي
جنائنُ نزهتي
وتعاليل انتظاري
وذنبي الذي يحتمي بها حين كل وسوسةٍ بتوبة
[ أ ح ب ك ] ..

وليتني لا أدري
فبعدها سيغربُ حضورك
وتُسْدل الستائر شوقاً
وأعودُ ليحيا كُلّي على ذكرى
أن لم يكن بيني وبينك سوى مدائن أنفاس
يقودني أريجها حيث كتفكَ الأيمن لي وطن ..


أنت .. وقبل أن تذهب
صف لي عقلًا يبحث في دنيا كهذه عن كتفٍ ينامُ عليها
فيما هو على صراطٍ لا يستقيم وتحته الجحيم ؟!!
أتأرجحُ بين اثنين ..
كلّما صرخت يهرولون ويكمّمون فمي بلعبةٍ جديدة قبل أن تسمعني !
ويبدأون :
هيا اقفزي ..
شبرا أمرا شمس نجوم ....
هيا اضحكي !
وكلها أرجحة والأولى أرحم !
والشيء الوحيد الذي آسَفُ لأجله أن لا أحد يُنصت حين أصرخ :
ششششششش ...
لا حزني ..
ولا صرير أراجيحهم التي أنهكت كل جوارحي ..

غصّت ضحكة لا أدري من أين أتت .. ثم انسلّت بهدوء
وذراع نسرين الصغيرة تُحكم التفافها
على خاصرتي و تبتسم .. أظنّها تحلم
غُصتُ معها داخل اللحاف .. وضممتها إليّ أكثر ..
ألصقت جبيني بجبينها الصغير وعيناي على ابتسامتها الساحرة ..
وتخيّلت يوماً لن أشتري فيه لطفلي سريراً أبداً !
فلديه .. " أمّك ثم أمّك ثم أمّك " ..
يتوسّدُ الأولى ويلتحف الثانية ..
والثالثةُ حكايا من تحت العرش
على امتداد عمره .. تُطرب منامه ويقظته ..
و
شششش أخرى !
لخيالي الجميل البائس ..

ها هو
نجمٌ كبير معلّقٍ بزجاج النافذة
يُغنّي .. يُذكّرني من أنا !
أنتِ طفلُ غمام
تناغيه الرعود فيطرب مطرا ..
وأكملُ بعده
أنا قطرة من عينك
تحنّ لتموت في موطنها ..


أخيراً أذّن الفجر ..
شششش واحدة منه
أخرسَت الحزن والصرير ..
أيقظت بقلبي جنين النّور ..
أتت بكَ أغنيةً و حكاية مع النوم والحلم ..
وأتت به وبـ أنا ..



[ أنتَ ..
أغنية
أكملت حكايةً ترسم
" حزن النوارس "
النوارس التي لا تشكو ولا تثأر
فقط تُهاجر ..


هو .. ]
يقطع كفّه !


و أنا ..
فرخ نورس ..






26-04-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق